سافروا جميعاً

شدوا رحالهم وقرروا جميعاً السفر

خويت أماكنهم وغطت الملاءات

البيضاء مجالس أمسياتهم


قل لي يا حزن من لي بعد فراقهم؟

وعلمني يا قلبي... لأتعلم أن أقوى على اشتياقهم

لا تيأس يا قلبي

وسأبدأ معك محالاتي لاستحضارهم

فها قد بدأ الليل يختلس النظر

وها قد أتى مصاحباً

من وراءه رفاق السهر

وها أنا ذاأفتح لهم بابك يا قلبي

واجلسهم على وقع ضرباتك

وتمايل الشجر فهب نسيم

من نسيم عطر كان في يوم لهم

وابتسم القمر وهو يسامر

سطوراً من أوراق أشعارهم

أشعاراً

مازالت قادرة على إغوائي بحبهم

كل يوم وكل ليلة وكلما قرأت منها حرفاً

كلما اشتعل قلبي طوقاً لرؤياهم

أشعاراً أوقدت بداخلي ناراً

من نار شوقي لهم

فتصاعد لهيبها يذيب السحب

اشتياقاً لحضورهم

وأمطرت السماء دمعاً

تساقط..... يغسلني

ويغسل حنيني لقربهم

بادلتهم حبي ورجوتهم

أن لا يطول بي السهر

وأنا أحلم بالمكوث بين أحضانهم

وأومئت للنجم بمكرٍ من عيني

فانهار ضاحكاً ساخراً مني

ظناً منه بأن غيابهم.... سيثلج عنفواني

وبعد مكانهم عني سيخمد جنوني في حبهم

ذلك بأنني بدأت أفقد صوابي في انتظارهم